سورة الإسراء بدأت بكلمة (سُبْحَٰنَ)، وهذه الكلمة رسمت وكتبت في القرآن الكريم بألف خفية (الألف التي بعد الحاء) بهذا الشكل : (سُبْحَٰنَ) ، إلا في سورة الإسراء حيث رسمت بحرف ألف ظاهر بهذا الشكل: (سُبْحَانَ)، وهو في قوله تعالى:
{ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَٰبًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا } [17 الإسراء: 93].
وهذه الآية تتحدث عن الرقي في السماء، ورحلة الإسراء والمعراج كان فيها رقي في السماء، وإذا ارتقينا في عد الآيات التي وردت فيها كلمة (سُبْحَٰنَ) من بداية المصحف سنكتشف أن هذه الآية هي الآية رقم 17 من الآيات التي ذكرت فيها كلمة (سُبْحَٰنَ) من بداية المصحف.
وقد لاحظ الدكتور أحمد المناوي ميزة في سورة الإسراء أنها السورة التي تضمَّنت أكبر تكرار لكلمة (قرءان) في القرآن الكريم (وردت فيها 11 مرَّة). ولقد استفدت من هذه الملاحظة لأكتشف ما يلي:
أولاً: لم تتكرر كلمة (قرءان) في القرآن الكريم في آية أكثر من مرة إلا في سورة الإسراء حيث وردت فيها آية تكررت فيها كلمة (قرءان) مرتين وذلك في قوله تعالى:
{ أَقِمِ الصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ الَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } [17 الإسراء: 78].
ثانياً: كل متعلقات جذر (ق ر أ) والتي هي الأصل الثلاثي لكلمة (القرآن)، وردت في القرآن الكريم 88 مرة، وآية رقم 88 من سورة الإسراء هي قوله تعالى:
{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [17 الإسراء: 88].
وهل للرقم 17 علاقة بسور القرآن الكريم؟ إن القرآن الكريم فيه 114 سورة، ولقد لاحظ الدكتور عبد الله إبراهيم جلغوم أن هذه الأرقام أي 1 إلى 114 تحتوي على 17 عدد أولي.
تأملات إضافية:
لقد أرسل لي الدكتور أحمد المناوي تأملاً وهو أن اسم موسى عليه السلام الذي أشرت إليه في الجزء الأول من المقال قد تكرر اسمه في القرآن الكريم 136 مرَّة، ويساوي 17 × 8.
وانطلاقاً من تأمله وجدت أن اسم موسى عليه السلام ذكر في القرآن الكريم في 34 سورة، ويساوي 17 × 2. والعجيب أن اسم موسى عليه السلام ورد في الآية الثانية من سورة الإسراء.
وأخيراً فإنه قد علَّق الدكتور أحمد المناوي أنه قد ذكر أهل السيرة والتاريخ عدداً من التواريخ لحادثة الإسراء والمعراج من ضمنها السابع عشر من شهر رمضان وأنه قد يكون هذا هو الصواب.
والله تعالى أعلم وأحكم.
وللكلام بقية بإذن الله تعالى …
ملاحظة: من أراد التعليق على ما سبق بتصحيح أو إثراء أو نقاش فيستطيع ترك تعليق عبر النموذج تحت أو يمكن التواصل معي مشكوراً .
مع تمنياتي بالشفاء النافع ،
جَمِيل عَوَّاد السُّلَمِي
مؤسس الطب المدمج الرفيق
مواضيع ذات صلة:
أسرار أرقام السور: (17) وسورة الإسراء (الجزء الأول)
أسرار أرقام السور: (17) وسورة الإسراء (الجزء الثاني)
أسرار أرقام السور: (17) وسورة الإسراء (الجزء الثالث)
أسرار أرقام السور: (27) وسورة النمل (الجزء الأول)
أسرار أرقام السور: (27) وسورة النمل (الجزء الثاني)
أسرار أرقام السور: (27) وسورة النمل (الجزء الثالث)
أسرار أرقام السور: (92) وسورة الليل (الجزء الأول)