في الجزء الأول بينا بحول الله عز وجل ارتباط رقم سورة الإسراء أي رقم 17 بعدد ركعات الصلوات المفروضة، واستدللنا على هذا التناسب العجيب بأدلة متعددة بحمد الله سبحانه وتعالى. وهذا الجزء الثاني يحتوي على ثلاث تأملات إضافية كما يلي:
التأمل الأول: بدأت سورة الإسراء بذكر تنقل النبي صلى الله عليه وسلم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وقد تنقل المسلمون الأوائل في وجهة صلاتهم بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، وكان ذلك بعد ستة عشر شهراً ولوا وجوههم شطر المسجد الأقصى فيه، وفي الشهر السابع عشر أي في شهر 17 انتقل المسلمون الأوائل من استقبال المسجد الأقصى في الصلاة إلى استقبال المسجد الحرام.
والدليل عليه هو الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة في باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ {… وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ …} [2 البقرة: 144] فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَمَرَّ بِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَحَدَّثَهُمْ، فَوَلُّوا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ).
التأمل الثاني: يذكر أهل التاريخ أقوالاً كثيرة في اليوم الذي وقع فيه هذا الانتقال في القبلة، والعجيب أن هناك قول أنه كان في السابع عشر، ولكن لم أجد دليلاً صحيحاً يدعمه. ولكنه أمر ينبغي البحث فيه.
التأمل الثالث: المشهور عن معركة بدر الكبرى والتي سماها الله عز وجل : { … يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ …} [8 الأنفال: 41]. أنها وقعت في السابع عشر من شهر رمضان للسنة الثانية للهجرة النبوية، ومعركة بدر كانت فرقاناً بين الحق والباطل، كما أن الصلاة المقرونة بالإيمان والخشية هي الفرقان اليومي بين المؤمن وغيره، وهي المعركة اليومية بين النفس والهوى. وهذا التأمل ممكن نعتبره استئناساً لأنني لم أجد دليلاً قاطعاً على هذا التوقيت مع أنني لم أجد خلافاً في هذا التاريخ بين أهل العلم.
والله تعالى أعلم وأحكم.
وللكلام بقية بإذن الله تعالى … (الجزء الثالث)
ملاحظة: من أراد التعليق على ما سبق بتصحيح أو إثراء أو نقاش فيستطيع ترك تعليق عبر النموذج تحت أو يمكن التواصل معي مشكوراً .
مع تمنياتي بالشفاء النافع ،
جَمِيل عَوَّاد السُّلَمِي
مؤسس الطب المدمج الرفيق
مواضيع ذات صلة:
أسرار أرقام السور: (17) وسورة الإسراء (الجزء الأول)
أسرار أرقام السور: (17) وسورة الإسراء (الجزء الثاني)
أسرار أرقام السور: (17) وسورة الإسراء (الجزء الثالث)
أسرار أرقام السور: (27) وسورة النمل (الجزء الأول)
أسرار أرقام السور: (27) وسورة النمل (الجزء الثاني)
أسرار أرقام السور: (27) وسورة النمل (الجزء الثالث)
أسرار أرقام السور: (92) وسورة الليل (الجزء الأول)