بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك الأعلى ، الذي يبتلي عباده بالفقر والغنى ، وبالأدواء والشفا ، لا شفاء إلا شفاؤه شفاءً لا يغادر سقماً ولا عِدى ، والصلاة والسلام على من أخرجنا الله به من الضلالة والعمى ، إلى النور والهدى ، وعلى آله وأصحابه أولي الألباب والنُّهى ،
أما بعد ،
فهذا سرد مختصر لرحلتي مع الطب الشمولي بشكل عام منذ طفولتي وحتى بزوغ فجر الطب المدمج الرفيق ليكون نوراً بإذن الله في طريق نهضة الطب الصحيح وعلومه .
التمهيد
يبدوا أن رحلة التفكير المدمج قد بدأت منذ لحظة ولادتي ، حيث ولدت في إستانبول ، وهي مدينة التقاء الحضارتين الرومانية والعثمانية ، والتقاء القارتين الأوروبية والآسيوية ، من أسرة متعددة الثقافات واللغات ، تتكون من والدة تركية (مدمجة من أصول جبال طوروس ورِيزَا وبُورْصَا) ، ووالد عربي (مدمج من أصول الحجاز ولبنان وفلسطين) … تلك هي جينات التمهيد المبكر التي كبرت بها مع لتحمل هم وحلم اكتشاف وابتكار حلول حقيقية وفعالة للأمراض المزمنة والمستعصية والمعقدة …
بداية الرحلة
في تلك الأيام الخوالي من ريعان الفتوة كان الطب الغربي التقليدي الشائع الذي يظهر نفسه على أنه الأفضل والأكثر حداثة هو الطب الوحيد الذي أعرفه . وبفضل الله عز وجل ، وقبل فوات الأوان ، وضياع العمر سعياً وراء السراب ، اكتشفت أن الطب الغربي التقليدي وإن كان لديه حلولاً في كثير من الأمراض الحادة والتي لا ينكرها أحد ، إلا أنه كان ولا يزال يفتقر إلى الإجابة على الكثير الكثير من الأمراض والأدواء وخصوصاً المزمنة والمستعصية والمعقدة منها . فلقد اختبرت هذا من خلال العديد من المناسبات حيث كان الطب الغربي يفشل مرة تلو الأخرى . ولقد اختبرت ذلك في نفسي أيضاً ، مما غير ذلك مسار رحلتي من طريق الطب الغربي الشائع إلى الاتجاهات الأخرى والآفاق البعيدة …
غبش الرؤية في بداية الطريق
بعد تغيير مساري وعدولي عن دراسة الطب الغربي الشائع ، واجهتني مشاكل عدة . من أهمها أن طلاب الطب الغربي الشائع لديهم مسار محدد يتبعونه في دراستهم ، ولكنني لما قررت العدول عن هذا المسار وجدت نفسي أشبه في منتصف غابة تحيط بي الأشجار الشاهقة التي تغطى أمامي ، ولا أرى سوى طرق متعددة لا أدري أيها أسلك ، ولا أعلم إلى أين يوصلني كل مسار ، ولذا لم يكن من السهل العثور على الطريق الصحيح الذي أستطيع سلوكه للوصول إلى هدفي وبغيتي . وهكذا هي مدارس الطب القديمة ، فطرقها كثيرة ، ومدارسها شتى ، واجتهادات أساتذها متعددة ، ومنتهى الطريق مجهول ، والعمر قصير ، مع أن صنعة الطب طويلة ، فما العمل ؟!
إضاءة مبكرة واختيار مسار دائري
في ذلك الوقت كان والدي وهو الطبيب المختص بالطب الغربي الشائع قد بدأ بتعلم العديد من العلاجات الطبيعية ، ونصحني بالتعلم من أكبر قدر ممكن من المصادر المختلفة ، وذلك من جراء ما عاناه هو من جهل كثير ممن يدعون علوم الطب القديمة ، وأقوال كثير منهم المتناقضة مع العلوم التجريبية الحديثة . لذا رفضت فكرة الاكتفاء بمسار واحد وإهدار وقتي وحياتي القصيرة مع مدرسة طبية وحيدة أتخرج من نظام تعليمها وقد يخيب ظني بها كما خاب بالطب الغربي الشائع ، فأنتقل من جراء ذلك إلى مدرسة أخرى وهكذا دواليك ، فيضيع العمر وراء سراب يحسبه الظمآن ماء . لذا وإن بدا ذلك جنونياً للبعض ، فإنني قررت الاستغناء عن الألقاب والسعي وراء الحقيقة الواضحة الجلية ، لكي أختار بذلك سلوك مسار دائري حتى أكتشف المسارات كلها بحرية وأين تؤدي كل منها ، عن طريق دراسة أسسها ومناهجها التي تقوم عليها ، وقوة حججها ، ومدى توافقها مع العلوم التجريبية الحديثة .
عقبة فهم لغة الطب القديم بلغة العلوم الحديثة
بطبعي ومزاجي كنت ولا أزال أفضل طريق الفهم والتفكر والتدبر بدل طريق الحفظ التكراري دون فهم مؤصل . ويرجع كثير من الفضل لذلك إلى أساتذة نبغاء ذو خبرة طويلة وكنت من ضمن آخر الأجيال الذين تعلم منهم ، فتعلمت منهم في مرحلة مبكرة مثلا عدم حفظ قوانين الرياضيات هكذا دون تدبر ، وعلموني بدل ذلك فهمها واستنباطها من القوانين الأساسية الأصلية ، وتعلمت أنه حتى للعلوم التي تبدوا أنها مبنية على الحفظ فقط مثل علم الكيمياء وعلم الأحياء ، أساس رياضي مفهوم ، جزاهم الله عني خيراً .
وهذا الأمر أثر في كل الأثر في مجال الطب ، حيث أن مدارس الطب القديمة وإن كان لها نجاح إكلينيكي مثير للاهتمام ، إلا أن لغة كثير منها محاط بالغموض والشروحات الفلسفية الغير واضحة لأول وهلة وغير مفهومة للكثيرين ، ومعظم دارسيها لا يفتؤون يكررونها دون فهم وتدبر ، وهذا لم يرق لي أبداً لأنني لا أحب الاتباع الأعمى ، وإنما أفضل السير بنور وعلى بصيرة .
فعلى سبيل المثال ، من أوائل المدارس الطبية القديمة التي واجهتني في رحلتي هي مدرسة الطب اليوناني القديم ، ولقد أثرت في جداً ، لأنني رأيت نتائجها وعاينتها أمامي في بدايات رحلتي العلمية . كيف تسنى لذلك الطبيب المختص بالطب اليوناني القديم أن يشخص أمامي حالة لم يستطع تشخيصها الطب الغربي الشائع بأجهزته الحديثة ، وهو شخصها تشخيصاً شمولياً خاصاً بالشخص بدون الاستعانة بأجهزة حديثة ، بل بمجرد فحص النبض ، ومن ثم بعض الأسئلة ، والتي شخص بها مزاج المريض ، وجهز له بعدها نظاماً علاجياً خاصاً به ، وبدأ المريض بالتحسن خلال أسبوع واحد فقط ، مع أن الطب الغربي الشائع لم يستطع معالجته لسنين ! لكن ومع هذا النجاج الإكلينيكي المحير فإنك لما تسأل الطبيب أسئلة عن ما هو المزاج تجده يجيبك بلفسفة هو نفسه لا يفهمها ! فمثلاً يقول لك أساس طبنا يقوم على امتزاج أخلاط أربعة بنسب متوزانة ، والمرض غياب هذا التوازن ، وهذه الأخلاط هي أربعة الدم والصفراء والبلغم والسوداء ، فتسأله فأين السوداء وما يقابلها في علم الكيمياء الحيوية ؟ فيجيبك بلا أدري !
ومثلاً قد يحيرك الطبيب المعالج بالطب الصيني في الأثر البالغ لإبر معدودة يضعها في نقاط معينة ، فيذهب الألم أو يخف فوراً ، ولكنك لما تسأله ينبؤك بوجود مسارات طاقة عليها نقاط معينة تستخدم في تطبيق العلاج بالوخز ، وكؤوس الهواء ، والفصد ، والحجامة ، فتسأله ما هي هذه المسارات بلغة علم التشريح الحديث ؟ فيجيبك بلا أدري !
ولقد لاحظ نفس الشيء العديد من أطباء الطب الغربي الشائع ممن لم يفقدوا حريتهم ووعيهم ، فقادهم ضميرهم الحي إلى البحث عن حلول حقيقية وفعالة ، متجهين بذلك إلى مدارس طبية أخرى غير الذي تربوا عليها ، فاكتشفوا بذلك المدارس الطبية القديمة وطرق العلاج المختلفة الواسعة . ولكن لما فعلوا ذلك ، وما أن تخلصوا من مشكلة الطب الغربي الشائع المنغلق على نفسه تجاه أي شيء آخر ، فهو يرى نفسه “الطب” وغيره خارج “الطب” ، واجهوا مشكلة أخرى في معظم مدارس الطب الأخرى ، حيث أن كثيراً من مدارس الطب القديمة تبدوا لأول وهلة منغلقة على نفسها هي أيضاً تجاه غيرها وخصوصاً العلوم الحديثة ، ويبدوا لأول وهلة إستحالة فهم كثير من أسس هذه المدارس الطبية القديمة بمجهر العلوم الحديثة .
في حين أن هذه الحالة تسببت في اليأس والقنوط لدى بعض هؤلاء الأطباء ، فمنهم من لم يأبه بالفهم والتأصيل ، وإنما رأى أن هذه المدارس تعمل وتشتغل ولها نتائج أفضل من الطب الغربي الشائع ، فاكتفى بالتقليد ، وفاته بذلك الكثير ، بل وفوق ما فاته فإن هذا التقليد قد أدى بهؤلاء البعض في أحيان كثيرة إلى الإضرار بالمرضى ، إلا أنها دفعتني وعدداً محدوداً من الأطباء الطموحين والمستقبليين إلى فهم وحل ألغاز هذه اللغة وفهم أسس المدارس الطبية القديمة في ضوء العلوم الحديثة ، ودمج الإثنين معاً بشكل منسجم متسق متآلف غير متنافر . فهناك حقيقة لا ينكرها إلا أعمى ، وهو وجود مدارس طبية مبنية على النتائج الإكلينيكية وتشتغل ، فلا بد من اكتشاف أسس هذا الطب وأدلته بشكل مبني على العلم الواضح ، وهذا ضروري حتى نأخذ النافع منه ، ونتجنب الضار ، وبعد ذلك نستطيع بفضل الله عز وجل تطوير هذه المدارس لكي نستطيع بذلك تقديم حلول آمنة وفعالة للأدواء الحديثة والأمراض المزمنة والمعقدة والتي لم تكن موجودة في سالف الأزمنة .
عقبة اتباع الكثير طريقة التقليد الأعمى دون فهم الآليات والكيفيات
لما تجول بناظريك حول طرق التداوي والعلاجات المنتشرة في العالم والمستقاة من مدارس الطب القديمة المختلفة ، فإنك تجد لها طرقاً متعددة في التطبيق والإجراء ، فلا تدري أيها هو الصحيح وهذا يجعلك تحتار . فمثلا فإن العلاج بالوخز بالإبر في نفس الصين لها مدارس كثيرة ليس فقط في اختيار النقاط وحسب ، بل في اختيار نوع الإبرة ، وسمكها ، وطولها ، وعمق الوخز ، وطريقة الوخز وغير ذلك . وحتى العلاج بكوؤس الهواء الجافة ، والحجامة لهما مدارس كثيرة ليس فقط في اختيار المواضع وحسب ، بل في اختيار حجم الكأس ، وعدد الكؤوس ، وقوة الشفط ، وطوله مدته ، واختيار أداة التشريط ، وعمق التشريط ، وطوله ، وعدده ، وجرعة الجلسة ، والمدة بين الجلستين ، وغير ذلك من التفاصيل الخاصة بكيفية إجراء هذه الفنون العلاجية .
ولما تغوص أبعد في طرق العلاج الأخرى مثل الفصد ، والكي ، والعلاج بدودة العلق وغيرها ، فإنك تجد طرقا إجرائية بشعة جداً ، وضارة أشد الضرر بالمريض . وليس أمر الاختلاف في الإجراء في هذه الطرق العلاجية الآنفة الذكر فقط ، بل ويشمل غيرها ، ويشمل حتى التداوي بالأعشاب ، فترى مثلا منهم من يفضل طريق الأدوية المفردة ، ومنهم من يفضل الأدوية المركبة ، وترى من يفضل طريق العشبة الكاملة ، ومنهم من يفضل المستخلصات ، ومنهم من يفضل الأعشاب الآمنة ، ومنهم من يفضل الأعشاب السامة والمهلوسة ، وغيرها الكثير من الاختلافات الشاسعة .
فوجدت الكل معجبا بنفسه ، مخطئا لغيره ، حتى أدى بالبعض إلى تلفيق طرق جديدة بعيدة عن العلم كل البعد وهذا ينطلي على من لا يسأل ولا يأبه بالفهم ، فوجدت أن القليل القليل يجري صنعته بعلم . ووجدت البعض يتعلل أن المعالج فنان ، ولكل فنه المختلف ، والصحيح أن العلاج وإن كان فنا فهو فن وعلم معاً ، لذا فإن المعالج يجب أن يكون فنه مبنيا على العلم الصحيح . واختلاف طرق العلاج لما تكون مبنية على العلم الصحيح تكون خالية من الضرر ، ولكن في واقع الأمر فإن كثيراً من الاختلافات الموجودة في طرق إجراء العلاجات هي من نوع اختلاف التضاد التي تكون ضارة بالمريض غالبا .
ولما تفحصت ذلك ووعيته ، وجدت حقيقة الأمر في أن جل المعالجين لا يفهمون آليات وكيفيات عمل هذه العلاجات من المنظور العلمي الحديث ، وإنما يطبقونها في معظم الأحيان حسب تقليدهم الأعمى لأستاذهم الذي هو بدوره مقلد لأستاذه وهكذا دواليك ، فلن تجد عندهم إجابة لسؤال ( لماذا ) ناهيك أن تجد إجابة لسؤال ( كيف ) . وهذا الأمر استلزمني أن أمكث طويلاً في دراسة علم الآليات والكيفيات الواضحة والمبنية على العلوم الحديثة وآخر الأبحاث التجريبية ، وذلك لتأصيل تفاصيل إجراء هذه العلاجات بحيث تكون مبنية على أصول علمية راسخة بفضل الله عز وجل . وبعدها لا مانع من أن يطبق الكل فنه واجتهاده لكن هذا الفن يجب أن يكون مبنيا على العلم الصحيح كما أسلفنا .
توفيق الله عز وجل وتيسيره للأسباب
وكما يقول المثل التركي ، لغة واحدة هي إنسان واحد ، ولغتان هما إنسانان … فلقد رأيت أهمية ذلك ، فمعرفة اللغة العربية والتركية والإنجليزية والعثمانية في سن مبكرة أعطتني قوة هائلة للعثور على ما أحتاجه منذ البداية ، وتجاوز العقبات واحدة تلو الأخرى بعون الله عز وجل ، لأنها كانت من المفاتيح التي فتحت لي الأبواب لشتى علوم الطب القديم والحديث معاً . ولا أنسى أبداً أن توفيق الله وهدايته وهبته لي الفهم الحقيقي كان أهم مفتاح للعلوم . فكل ما تمتلكه من المهارات القوية والمتقدمة تكون عديمة الفائدة دون توفيق الله وهدايته وتعليمه وتفهيمه . قال أحد الأطباء القدامى عن صنعة الطب : “فننا طويل والعمر قصير”. لذلك ، إذا لم يعنا الله عز وجل ويوفقنا ويعلمنا ويفهمنا ويفقهنا ، سيضيع العمر في علم لا ينفع ، وفي دوحة لا تثمر .
الاستفادة من سالكي طريق الدمج في الطب في العالم
من لا يشكر الناس لا يشكر الله . وإنني خلال رحلتي وجدت أطباء طموحين مثلي يسعون جاهدين في ثلاث طرق :
الطريق الأول : فك ألغاز مدارس الطب القديمة ، وخصوصا مدرسة الطب الصيني الكلاسيكي ، ومدرسة الطب الصيني التقليدي ، ومدرسة الطب اليوناني ، ومدرسة الطب الأيورفيدي بلغة العلوم الحديثة ، من نواحي متعددة .
الطريق الثاني : دمج مدارس الطب القديم بالعلوم الحديثة والأبحاث التجريبية كمنهاج مستقل أو كجزئية معينة في علاج بعض الأمراض وليس كلها .
الطريق الثالث : تأسيس مدارس طبية جديدة ، تسلك منهاج علاج جذر وأسباب الأمراض ، وتستفيد من آخر الأبحاث التجريبية التي لا يلقي الطب الغربي الشائع لها بالا ، ولكل مدرسة معينة لجميع نواحي الطب أو لبعض نواحيه ، فاستفدت من الكثيرين منهم ، وخصوصا الطب الوظيفي الأمريكي American Functional Medicine ومدارسه المختلفة المطورة من قبل أطباء مستقلين ، ومدرسة طب الضبط الحيوي Bio-Regulatory Medicine وأيضا مدارسها المختلفة المطورة من قبل آخرين أيضا ، وغيرهم الكثير الكثير ممن حالوا ولا يزالوا يحاولون السعي في طريق العلاج الجذري والسببي ، ولكن لم تخل هذه المدارس من أخطاء ومؤاخذات ، لذا لزم الميزان الصحيح .
أهمية الطب النبوي في وضع الميزان الصحيح
إن الدمج لا يعني خلط كل شيء ببعضه ، ولكن يعني دمجا منسقا متآلفا ، وهذا لا يتم بدون منهجية وتأصيل ، ولقد وجدت المنهجية والتأصيل في الطب النبوي الصحيح وعلومه ، والذي أحمد الله عز وجل وأشكره على ما وهبني من فهم له ، فجعلته هو وسائر الوحي ميزانا أهتدي به ، وأشكر كل من استفدت منهم في محاولاتهم الجيدة لتفسير هذا الطب النبوي من خلال العلوم الحديثة والتي كانت لها أثر طيب فيما وصلت إليه الآن .
الوصول للهدف بفضل من الله عز وجل
لم يكن الطريق سهلاً أبداً ، ولم تظهر النتائج مباشرة ، لكنني كنت مقتنعاً بشكل لا يهتز ، أنه إن كان الطب القديم يقدم حلولاً عجز عنها الطب الغربي التقليدي ، فلا بد من أن يكون لهذه النظم القديمة شرح يتلائم مع العلوم الحديثة .
والحمد لله ، وبفضل منه ورحمة ، لم يتحقق هذا الحلم فحسب ، بل من الله علي بالمزيد من خلال القدرة على دمج كل هذه الأنظمة معاً بشكل متسق ، وإتاحة الفرصة للبناء عليها باكتشافات حديثة ومقاربات جديدة لا يمكن أن تساعد البشرية على التعافي من العديد من الأمراض المزمنة والمعقدة فقط ، بل هي وسيلة لمعرفة عظمة الطب النبوي الذي كان ولا يزال الميزان الذهبي بالنسبة لي ، والنور الذي قادني إلى المسارات الحقيقية للعلوم الطبية الشمولية ، وقادني أخيرًا إلى اكتشافات حديثة ومقاربات جديدة بعون الله عز وجل .
وبعد إضافة خبرتي في الممارسات الطبية الناجحة في 10 دول مختلفة حول العالم – بفضل الله – ظهرت مدرسة جديدة أسميتها الطب المدمج الرفيق Bio-Friendly Integrative Medicine وبدأت بالنهوض .
وبمرور الوقت ، نما هذا الطب المدمج الرفيق وبدأ في إعطاء الثمار . فبعون الله عز وجل ومن ثم بعد سنوات طويلة من الخبرة الإكلينيكية والبحوث العلمية المكثفة ، تم تأسيس منهج علاجي جديد ، اسمه منهج الضبط المجموعي الفائق Ultra Systemic Regulation Method ، وعلاج مبتكر وهو علاج الضبط المجموعي الجوهري Essential Systemic Regulation Therapy .
لسنوات عديدة وحتى الآن توصلت إلى استنتاج مفاده أن الأمراض المزمنة والمعقدة هي عمومًا مفهوم يتكون من أدواء متعددة العوامل والأسباب . إنها لوحة معقدة من الأسباب الجذرية المتعددة والمعقدة والمترابطة مع بعضها البعض بشدة بالغة . وبالتالي ، فإنه يتطلب تشخيصاً سببياً ، وبرنامجاً علاجياً مركباً يتكون من تغييرات حاسمة في نمط الحياة ، وعلاجات تستهدف أسباب المرض وليس العرض فقط . هذا هو السبب في أن المحاولات العلاجية السطحية والمبنية على أعراض المرض فقط ، والمفردة ، والاختزالية – سواء كانت طبيعية أو اصطناعية – تؤدي في الغالب إلى نتائج غير ناجحة تماماً .
على الرغم من أن تغييرات نمط الحياة وخطط الحمية والتغذية الشخصية ليست كافية لوحدها ، إلا أنها لا تزال جزءًا أساسيًا وخطوات أولية أساسية وضرورية جداً يجب اتخاذها أثناء العلاج.
طريقتي في العمل الجاد والتفصيلي ، من خلال القيام بكل شيء بعناية خطوة بخطوة مع الصبر ، أثمرت لي نتائجها الجميلة فيما يخص ما يسمى بالأمراض المزمنة “المستعصية” والمعقدة . طبعاً بعون ربي العظيم .
مع تمنياتي بالشفاء النافع ،
جَمِيل عَوَّاد السُّلَمِي
مؤسس الطب المدمج الرفيق