لقد نشرنا في الجزء الأول ثلاث أبحاث علمية تجريبية تثبت بشكل واضح أن الحجامة تزيل المعادن الثقيلة السامة من الجسم ، وأن دم الحجامة كان يحتوي على تركيزات أعلى من المعادن الثقيلة السامة بشكل ملفت . وفي هذا الجزء سنلقي الضوء على البحث الرابع ، وهو أول بحث عربي أجري حول مقارنة دم الحجامة بالدم الوريدي من حيث كمية بعض المعادن الثقيلة السامة .
البحث الرابع : بحث عدن / اليمن 2023م
وهو بحث الدكتور عادل أحمد محمد سعيد من كلية العلوم جامعة عدن / اليمن ، وبمشاركة الأستاذ جلال الخضر أحمد شيخ من معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية في عدن / اليمن ، والذي نشر بتاريخ 2023م بعنوان : التحليل العنصري لبعض المعادن الثقيلة في عينات دم الحجامة والوريد (1)
سارا الباحثان على خطى الأبحاث العلمية التجريبية السابقة التي ذكرناها في المقال السابق ، حتى أنهما استخدما نفس مواضع الحجامة ، وقارنا بين الدم الوريدي ودم الحجامة من حيث 9 معادن ثقيلة في 18 مريضا صحيا . ومن بين هذه المعادن معدن ثقيل جديد يفحص لأول مرة في أبحاث المقارنة بين دم الحجامة والدم الوريدي وهو الكوبالت (Co) فإليكم تفاصيل البحث .
المنهجية : تم جمع عينات الدم من 18 متطوعاً، ثم هُضمت العينات عند درجة حرارة تقارب 65 درجة مئوية باستخدام خليط من حمض النيتريك وبيروكسيد الهيدروجين بنسبة (1:2). بعد ذلك، استُخدم جهاز مطياف الانبعاث البصري للبلازما المقترنة بالحث (ICP-OES) لتحديد تركيز العناصر النزرة مثل الحديد (Fe)، والنيكل (Ni)، والكروم (Cr)، والكوبالت (Co)، والكادميوم (Cd)، والزنك (Zn)، والألومنيوم (Al)، والنحاس (Cu)، والرصاص (Pb). وتم تحليل العلاقات بين العينات باستخدام برنامج التحليل الإحصائي SPSS.
النتائج : من بين تسعة عناصر نزرة (الجداول 2 و3)، وُجد أن سبعة عناصر كانت ذات تركيز أعلى بشكل ملحوظ في دم الحجامة، وهي: الحديد (p < 0.0001)، والألومنيوم (p = 0.009)، والرصاص (p = 0.012)، والنحاس (p = 0.024)، والزنك (p = 0.005)، والنيكل (p = 0.046)، والكادميوم (p = 0.024). أما بالنسبة للكروم والكوبالت، فلم تظهر فروقات ذات دلالة إحصائية بين دم الحجامة والدم الوريدي، حيث كانت قيمة الدلالة الإحصائية للكروم (p = 0.263) وللكوبالت (p = 0.416) على التوالي (الجدول 2 والشكل 2). لم يتم الإبلاغ عن أي تفاعلات سلبية من قبل أي من المشاركين. العناصر السامة وُجدت بتركيزات أعلى في دم الحجامة مقارنة بالدم الوريدي (الجدول 3 والشكل 2).
وهذه تفاصيل هذا البحث في جدولين وشكل .
وفي الختام أذكر القراء الكرام أنني أرحب بالتعليقات والإستفسارات والأسئلة حول الأبحاث الثلاثة المنشورة في المقالة السابقة وحول هذا البحث الرابع المذكور في هذه المقالة مشكورين حتى أضمنها في مقالات تالية بإذن الله عز وجل .
ولنتذكر دائما الفرق بين الحجامة الطبية وبين حجامة الجزارين !
الحجامة الطبية هي العلاج بكؤوس الهواء الرطبة الطبية المخرجة لمسببات الأمراض والألم والتحسس من السائل البيني للخلايا ومن الدورة الوعائية اللمفية والدموية الدقيقة ، وذلك بشكل مباشر ، على عكس حجامة الجزارين والتي تجعل الإنسان يخسر الدماء الصالحة بكثرة من الأوعية الدموية الكبرى ، فتنبهوا فإن الدم الصالح من أغلى ما يملكه الإنسان فلا تتهاونوا في خسارته !
الحجامة الطبية = تشريط سطحي + شفط معتدل للجلد = إخراج لكثير من مسببات الأمراض والألم والتحسس مع كمية يسيرة من الدم الصالح الذي يعوضه الجسم + عدم بقاء آثار التشريط = منفعة + صلاح
حجامة الجزارين = تشريط عميق + شفط قاسي للجلد = خسارة لدم صالح كثير وإخراج لليسير من مسببات الأمراض والألم والتحسس + بقاء آثار التشريط = مضرة + فساد
وبقاء آثار التشريط على الجلد ليس تشويه لمظهر الجلد فحسب ، بل إن التشريط العميق يسبب أنسجة ندبات جلدية ، فيسبب حقولا مشوشة للجهاز العصبي Interference Fields ، والتي هي أحد أخفى أسباب الأمراض المزمنة التي يجهلها الكثيرون . بينما الحجامة الطبية المطبقة بمهارة يجب أن لا تتسبب في ندبات جلدية . حتى أنه في معظم الأحيان لن تجد آثار التشريط الطبي السطحي حتى بعد تطبيق الحجامة مباشرة .
وبين الحجامة الطبية المثالية وحجامة الجزارين درجات شتى منها ما للصلاح أقرب ومنها ما للفساد أقرب ، فاستعينوا بالله على الوصول إلى الأمثل فإن الله إذا أراد شيئا يسر له أسبابه ، والله ولي التوفيق .
مع تمنياتي بالشفاء النافع ،
جَمِيل عَوَّاد السُّلَمِي
مؤسس الطب المدمج الرفيق
الحواشي :
(1) AA Saeed: Elemental Analysis of Some Heavy Metals in Hijamah and Venous Blood Samples