أرشيف التصنيف: آيات الآفاق والأنفس

النمل … وسر الرقم 27

إن القرآن الكريم ، مليئ بالأسرار العددية ، وتظهر هذه الأسرار يوما بعد يوم . ولقد ورد في القرآن الكريم 3 سور بأسماء 3 حشرات ، ولا نزال نطلع على أسرارها يوما بعد يوم . ولقد وجد الباحثين السابقين توافقا عدديا كبيرا بين عدد كروموسات الحيوانات المذكورة في القرآن الكريم وبين أرقام سورها أو عدد حروف آياتها المتعلقة بها بشكل مباشر وغير مباشر .

فمن أوضحها مثلا ما يتعلق بالنحل . فلقد علمنا أن بيضة النحل تحمل 16 كروموسوما ، وحيمن الذكر يحمل 16 كروموسوما ، وعند تلقيح البيضة بالحيمن ينتج ملكة أو نحلة عاملة بعدد 16 زوج من الكروموسومات . ولما نربط هذه المعلومة بسورة النحل التي رقمها 16 ، ونجد أن الآية التي ورد فيها النحل استخدم فيها 16 حرفا عربيا فقط ، ونجد أن عدد الحروف من بداية الآية التي ورد فيها النحل حتى كلمة النحل هي 16 حرفا أيضا ، ونعلم علم اليقين أن هذا العلم لم توجد ولم تتوفر الأدوات البشرية للوصول إليه قبل 14 قرنا من الزمان نقول عندها صدق الله عز وجل حيث قال : { سَنُرِيهِمْ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلْءَافَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }  [41 فصلت: 53].

ولكن هناك حشرتين كل منها لها سورة مخصصة باسمها في القرآن الكريم ، وهما النمل والعنكبوت ، ولا نستطيع ربط عدد كروموسوماتها بشيء لأن هذه الأجناس من الحشرات ليس لها عدد كروموسومات ثابتة لكل أجناسها كما هو الحال في النحل ، وهذا فتح بابا مختلفا في التدبر ، لأسباب كثيرة :

السبب الأول : الملاحظات الرائعة من قبل باحثين سبقوا في هذا المجال . منها أن سورة النمل بدأت بالحروف المقطعة طس ، قال الله تعالى : { طس تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْقُرْءَانِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ }  [27 النمل: 1].   فلقد لاحظ باحثون سابقون أن حرف ط ورد في السورة 27 مرة وهو موافق رقم السورة وهو 27 ، وأن حرف س ورد 93 مرة وهو موافق عدد آيات السورة وهي 93 ، ولاحظ البعض أن  اسم الله ورد في السورة 27 مرة أيضاً .

السبب الثاني : هناك آيات كثير في سورة النمل تشير إلى العلم الخفي .

{ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ٱلَّذِي يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }  [27 النمل: 25].

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }  [27 النمل: 74].

{ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ }  [27 النمل: 75].

وهذا ما دفعني إلى التدبر في العلاقة بين النمل ورقم 27 ، وقادني ذلك إلى قول الله عز وجل : { حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ }  [27 النمل: 18].

وبعد التفكير والتدبر في الآية ، وجدت أن الآية تتحدث عن نداء نملة واحدة لبقية المجموعة ليدخلوا مساكنهم ، حتى لا يحطمنَّهم سليمان عليه السلام وجنوده . فإذا فكرنا في ما الذي يمكن تحطيمه في النمل نجد أن النمل ليس له عمود فقري ، وإنما لديه هيكل خارجي هو الذي يشكل القسم القاسي القابل للتحطم فيه .

وهذه الهيكل الخارجي مكون من مادة الكياتين chitin ،  وهذه تركيبتها الكيميائية  (C8H13O5N)n . أي أن ذرات الكياتين مكونة من 8 ذرات كربون ، و13 ذرة هيدروجين ، و5 ذرات أوكسجين ، وذرة واحدة نيتروجين ، ومجموعها 27 ذرة .

لكن أسرار النمل لا تتوقف هنا ، فهناك المزيد المزيد المدهش والعجب من الملاحظات الأخرى ، منها :

الملاحظة الأولى : على الرغم من أن للنمل أكثر من 11 ألف نوع مختلف مكتشف حتى الآن ، فإنها جميعاً مكونة من 3 أجزاء رئيسية من جسدها ، ولها ثلاثة أنواع فقط وهي :

1- النملة الملكة .

2- النملة العاملة الأنثى .

3- النمل الذكر .

3 أنواع نمل ، 3 أجزاء للنمل ، 3 مرات ذكر فيها النمل ، وتمام قصة سليمان عليه السلام مع النمل ذكر في 3 آيات من سورة النمل أيضا .

قال الله تعالى : { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَٰنَ جُنُودُهُ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ (19) }  [27 النمل:17-19].

واسم النمل ورد 3 مرات في القرآن الكريم :

أولا: في اسم السورة كعنوان

ثانيا : كاسم صريح ، وذلك في قوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }  [27 النمل: 18].

ثالثا : كضمير عائد على النملة وذلك في قوله تعالى : { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا … }  [27 النمل: 19] أي من قول النملة .

ملاحظة : من أراد التعليق على ما سبق بتصحيح أو إثراء  فليتواصل معي مشكورا .

وهناك ملاحظات أخرى سأكتب حولها قريبا بإذن الله عز وجل .

مع تمنياتي بالشفاء النافع ،

جَمِيل عَوَّاد السُّلَمِي
مؤسس الطب المدمج الرفيق